عندما
تقترب نهاية الانسان ويشتعل
الرأس شيبا
خبت نار نفسي باشتعال
مفــارقي
وأظلم ليلي إذ
أضاء شهــابهـا
أيا بومة قد عششت
فوق هــامتي
على الرغم مني
حين طار غرابها
رأيت خراب العمر
مني فــزرتني
ومأواك من كل
الديار طـرابـها
أأنعم عيشا بعد
ما حل عــارضي
طلائع شيب ليس
يغني خضابهـا
وعزة عمر المرء
قبل مشيبـــه
وقد فنيت نفس
تولي شبابهــا
إذا اصفر لون المرء
وابيض شعره
تنغص من أيامه
مستطابـهــا
فدع عنك سوءات
الأمور فإنهــا
حرام على نفس
التقي ارتكابهـا
وأد زكاة الجاه
واعلم واعلم بأنهـا
كمثل زكاة المال
تم نصـابهــا
وأحسن إلى الأحرار
تملك رقـابهم
فخير تجارات
الكراء اكتسابهــا
ولا تمشين في منكب
الأرض فاخرا
فعما قليل يحتويك
ترابـهـــا
ومن يذق الدنيا
فإني طعـمتهــا
وسيق إلينا
عذبهــا وعذابهـا
فلم أرها إلا غــرورا
وبـاطـلا
كما لاح في ظهر
الفلاة سرابهـا
وما هي إلا جيفــة
مستحيــلة
عليها كلاب
همهن اجتذابهـــا
فإن تجنبتها كنت
سلما لأهلهــا
وإن تجتذبك
نازعتك كلابهـــا
فطوبى لنفس أولعت
قعر دارهـا
مغلقة الأبواب
مرخى حجابهــا
إدراك الحكمة ونيل العلم
لا يدرك
الحكمة من عمره
يكدح
في مصلحة الأهـل
ولا ينــال
العلم إلا فتى
خال من
الأفكار والشغـل
لو أن لقمان
الحكيم الذي
سارت
به الركبان بالفضل
بُلي بفقر
وعـيـال لمـا
فرق بين
التبن والبقــل
التوكل على الله
توكلت
في رزقي
على الله خـالقي
وأيقنـت
أن الله
لا شك رازقي
وما
يك من رزقي
فليـس يفوتني
ولو
كان في قاع
البحار العوامق
سيأتي
بـه الله
العظـيم بفضلـه
ولو،
لم يكن من
اللسـان بناطق
ففي
اي شيء تذهب
النفس حسرة
وقد
قسم الرحـمن
رزق الخلائق
فن
النصحية
تعمَّدني بنصحك
في انفرادي
وجنبني النصيحة
في الجماعة
فإن النصح بين الناس
نـوع
من التوبيخ لا
ارضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت
قولي
فلا تجزع إذا
لم تعط طاعـة
سلوك الكبار
مع الأنذال
إذا سبني نذل تزايدت
رفعـــة
وما العيب إلا
أن أكون مساببــه
ولو لم تكن نفسي
عليّ عزيـزة
لمكنتها من
كل نــذل تحـاربـه
ولو أنني أسعى
لنفسي وجـدتني
كثير التواني
للذي أنا طــالبــه
ولكنني اسع لأنفع
صـــاحبي
وعار على الشبعان
إن جاع صاحبه
عندما يكون السكوت
من ذهب
قالوا
سكتَّ وقد خُوصمت؟ قلت لهم
إن
الجـواب لـباب الشر مفتــاح
والصمت
عن جاهل أو أحمق شرف
وفيه
أيـضا لصون العرض إصلاح
أما
ترى الأسد تُخشى وهي صامتة
والكلب
يُخسى- لعمري- وهو نباح
دفع الشر
لما
عفوت ولم أحقد على أحـد
أرحت نفسي من هم العداوات
إني
أحيّي عدوي عند رؤيتـه
لأدفع الشر عني بالتحيــات
وأظهر
البشر لإنسان أبغضـه
كما إن قد حشا قلبي
محبـات
الناس
داء ،وداء الناس قربهم
وفي اعتزالهم
قطـع المودات
الصديق
المثالي
أحب
من الإخـوان كـل مواتي
وكل غضيض الطرف عن
عثراتي
يوافقني
في كـل أمـر أريـده
ويحفظني حيــا وبعـد
ممــاتي
فمن
لي بهذا ؟ ليت أني أصبته
لقـاسمته مالي من
الحسنـــات
تصفحت
إخواني فكان أقلهــم
على كثرة
الإخــوان أهل ثقـاتي
متى يكون
السكوت من ذهب؟
إذا نطق السفيه
فلا تجبه
فخير من إجابته السكوت
فإن
كلمته فـرّجت عنـه
وإن خليته
كـمدا يمـوت
دعوة إلى التعلم
تعلم فليس
المرء يولد عالـمــا
وليس
أخو علم كمن هو جاهـل
وإن كبير
القوم لا علم عـنـده
صغير
إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير
القوم إن كان عالما
كبير إذا
ردت إليه المحـافـل
الاشتغال بعيوب النفس
المرء إن كان
عاقلا ورعا
أشغله عن
عيوب غيره ورعه
كما العليل السقيم
أشغـله
عن وجع الناس
كلهم وجعـه
المخرج من
النوازل
ولربما نـازلة
يضيق بها الفتى
ذرعا وعند
الله منه المخــرج
ضاقت فلما استحكمت
حلقاتها
فرجت وكنت
أظن أنها لا تفرج
حفظ الأسرار
إذا
المرء أفشى سره بلسانـه
ولا عليه غـيـره فهو أحمــق
إذا
ضاق المرء عن سر نفسه
فصدْرُ الذي يستودع السر أضيق
الذل في الطمع
حـسبي بعلمي
إن نـفــع
ما الــذل إلا
في الطمــع
من راقـب الله
رجــــع
ما طــار طير
وارتفــع
إلا
كـما طـار وقــــع
الحب الصادق
تعصي الإله وأنت
تظهر حبه
هذا محال
في القياس بديـع
لو كان حبك صادقا
لأطعتـه
إن المحب
لمن يحب مطيـع
في كل يوم يبتديك
بنعمــة
منه وأنت
لشكر ذلك مضيع
مدّعي الصداقة
إذا المرء لم
يرعاك إلا تكلفا
فدعه ولا
تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال
وفي الترك راحة
وفي القلب
صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه
يهواك قلبه
ولا كل من
صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو
الوداد طبيعة
فلا خير في
ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل
يخون خليله
ويلقاه من
بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد
تقـادم عهــده
ويظهر سرا
كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا
إذا لم يكن بهـا
صديق صدوق
صادق الوعد منصفا
فضل التغرب
ارحل
بنفسك من أرض تضام بها
ولا
تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر
الخام روث في موطنــه
وفي
التغرب محمول على العنـق
والكحل
نوع من الأحجار تنظـره
في
أرضه وهو مرمى على الطرق
لما
تغرب حاز الفضل أجمعــه
فصار
يحمل بين الجفن والحـدق
أيهما ألذ
سهـري
لتنقيـح العلوم ألذ لي
من وصل غانية وطيب عنــاق
وصرير
أقلامي على صفحاتها
أحلى مـن الدّّوْكـاء والعشــاق
وألذ
من نقر الفتـاة لدفهــا
نقري لألقي الـرمل
عـن أوراقي
وتمايلي
طربـا لحل عويصـة
في الدرس أشهى من مدامة ساق
وأبيت
سهـران الدجى وتبيته
نومـا وتبغي بعـد ذاك لحــاقي
الصديق
الجاهل
رام نفعا
فضر من غير قصد
ومن البر
ما يكون عقوقا
القناعة
رأس الغنى
رأيت القناعة
رأس الغنى
فصرت بأذيالها
ممتســك
فلا ذا يراني
على بابـه
ولا ذا
يراني به منهمــك
فصرت غنيا
بلا درهـم
أمر على
الناس شبه الملك
تولّ أمورك
بنفسك
ما
حك جلدك مثل ظفرك
فتـول أنت جميع أمرك
وإذا
قصدت لحـاجــة
فاقصد لمعترف
بفضلك
المثل الأعلى
إن الفقيـه
هو الفقيـه بفعلـه
ليس الفقيه
بنطقه ومقالـه
وكذا الرئيس
هو الرئيس بخلقه
ليس الرئيس
بقومه ورجاله
وكذا الغني
هو الغني بحالــه
ليس الغني
بملكه وبمالــه
صن النفس عما يشينها
صن النفس
واحملها على ما يزينهـا
تعش سالما
والقول فيك جميـل
ولا تـوليـن
النـاس إلا تجـمــلا
نبا بك
دهـرا أو جفـاك خليـل
وإن ضاق
رزق اليوم فاصبر إلى غد
عسى نكبات
الدهـر عنك تزول
ولا خير
في ود امــرئ متـلـون
إذا الريح
مالت، مال حيث تميل
وما أكثر
الاخوان حيـن تعـدهــم
ولكـنهم
في النائبـات قليــل
المعاملة بالمثل
وأنزلني
طول النوى دار غربة
إذا شئت
لا قيت امرأ لا أُشاكله
أحامقه
حتـى يقـال سجيــه
ولو كان
ذا عقل لكنت أعاقلـه
ذل الحياة وهول الممات
ذل الحياة
وهول الممات
كلا وجدناه
طعـما وبيــلا
فإن
كان لا بد إحداهمـا
فمشيا
إلى الموت مشيا جميلا